حرب 6 أكتوبر المجيدة ماذا تعرف عنها؟

8 أكتوبر 2021656 مشاهدةآخر تحديث : الجمعة 8 أكتوبر 2021 - 7:39 مساءً
Loubna Ahmed
الوعي الثقافي
حرب 6 أكتوبر المجيدة ماذا تعرف عنها؟

في يوم 6 أكتوبر 1973م، وقعت حرب أكتوبر المجيدة بين الجيشين المصري والسوري بدعم عسكري واقتصادي واستراتيجي من بعض الدول العربية، وبين الجيش الاسرائيلي المُدلّل والمدعوم من أمريكا.

«إنّ قرار الحرب هو قرار صعب، ولكن أصعب منه أن نبقى – نحن العرب – في الوضع المُهين الذي نحن فيه الآن».
هذا ما قاله الرئيس الجزائري هوارى بومدين للقائد المصري سعد الدين الشاذلي عندما سافر هذا الأخير إلى الجزائر في يوم 16 سبتمبر 1973م لإخطار هواري بالحرب، ومعرفة موقف الجزائر من هذا الأمر، والحقيقة انَّ موقف القيادة الجزائرية كان مُشرّفاً في حرب أكتوبر – مع الأخذ في الاعتبار دون نسيان ذلك – ان جيش الجزائر كان يعتبر حديثاً بعد ما نالت الجزائر استقلالها، الّا بالرغم من ذلك، سافر الرئيس هواري بومدين إلى موسكو في نوفمبر 1973م ودفع للإتّحاد السوفيتي 200 مليون دولار ثمناً لأيّة أسلحة أو ذخائر تحتاج إليها كل من مصر وسوريا في الحرب، وذاك بمُعدّل 100 مليون دولار لكل منهما.
244744891 406564527742901 1596163541608374711 n - بوابة الوعي الإلكترونية
الله أكبر، الله أكبر، صيحة أبطال حرب أكتوبر 1973 ..
يحكي سعد الدين الشاذلي رئيس أركان القوات المسلحة المصرية: أنَّه في صباح يوم الجمعة تحرّكت إلى الجبهة لكي أتأكّد بنفسي من أنّ كُلّ شيء كان يسير على مـا يرام، دخلت على اللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث في مركز قيادته، فوجدّته يُراجع الكلمة التي سوف يُلقيها على جنوده عند بدء القتال، فعرضها عليّ وطلب رأيي فيها، كانت كلمة قويّة ومُشجعة حقّاً، قلت له: «إنَّها مُمتازة ولكنّي لا أتصَوّر أن أحداً سـوف يسمعها، إنّ هدير المدافع والرشّاشات وتساقط القتلى والجرحى لن يسمح لأحد بأن يستمع أو ينصت لأحد، فما بالك بهذه الخطبة الطويلة؟» ..
ثم لمعت في ذهني فكرة بعثها الله تعالى لتوها ولحظتها:
«إنّ أفضل شيء يُمكن أن يبعث الهمم في النفوس هو نداء الله أكبر، لماذا لا نقوم بتوزيع مُكبّرات الصوت على طول الجبهة وتنادي فيها الله أكبر، الله أكبر، سوف يُردد الجنود بطريقة آلية هذا النداء، وسوف تشتعل الجبهة كلها به؟ إن هذه هي أقصر خطبة و أقواها» .
244693174 406631141069573 3777073723671366333 n - بوابة الوعي الإلكترونية
بحسب ما ذكره الفريق الشاذلي في مذكراته، فإنّ 9 دول عربية هما من قدّموا دعماً بالسلاح والرجال لمصر وسوريا، وهي حسب ترتيب حجم ما قدَّمته كل منها كالتالي: العراق، الجزائر، ليبيا، الأردن، المغرب، السعودية، السودان، الكويت، تونس ..
فتفاصيل الدعم العسكري المُقدّم على الجبهة المصرية كالتالي: سرب هوكر هنتر عراقي، سرب ميج 21 جزائري، سرب سوخوي 7 جزائري، سرب ميج 17 جزائري، 2 سرب ميراج ليبي (واحد يقوده طيارون ليبيون، وآخر يقوده مصريّون)، لواء مُدرّع جزائري، لواء مدرع ليبي، لواء مشاة مغربي، لواء مشاة سوداني، كتيبة مشاة كويتية، كتيبة مشاة تونسية.
لكن لم تُشارك أي قوة منهم في القتال بشكل مباشر على الجبهة المصرية باستثناء السرب العراقي فقط، امّا الباقون فكانوا سيشاركون في أول وأخر قتال مباشر اثناء تمركزهم جانب القوات المصرية في حصار ثغرة الدفرسوار، لكن لم ينتهي الحصار بما كان متوقّع، وهذا وفقاً لما ذكره القائد كمال حسن علي قائد سلاح المدرعات بحرب أكتوبر في مُذكّراته.
244301972 406740011058686 5853162038736756270 n - بوابة الوعي الإلكترونية
كانت إحدى مُميّزات وجود الطائرات العراقية في مصر، أنّها شاركت في الضربة الجوية الأولى، إذ حلّقت 24 طائرة عراقية بجانب 200 طائرة مصرية في الساعة الثانية من ظهر السادس من أكتوبر إلى مواقع العدو في شرق قناة السويس.
244638744 406715117727842 6025884335557404898 n - بوابة الوعي الإلكترونية
كان للشيخ زايد حاكم الإمارات موقف مُشرّف في حرب أكتوبر المجيدة، حيث طلب من سفراءه في بعض الدول الأجنبية بحجز جميع غرف العمليات الحرجة المُتنقّلة، وشراء هذا النوع من كُل دول أوروبا ونقلها لمصر وسوريا ليُعالج فيها مصابين الحرب، وتقديم كافة التسهيلات لرجال الإعلام الذين يريدون السفر إلى الجبهة المصرية والسورية.
وعندما حصل نقص في الأسلحة، قام باقتراض مليار دولار من البنك الدولي وتحويلها للإتّحاد السوفيتي لإمداد القوات المصرية والسورية بالأسلحة، وعندما سُئل عن موقف الولايات المُتّحدة الأمريكية تجاه بلاده من سياسة حظر البترول، وإذا ما كان يخشى العدوان على بلاده قال: «إنّ دولتنا جُزء من الأمة العربية، يوجد بيننا دين، وتاريخ، ولغة، والآلام، والآمال، والمصير المُشترك، فالبترول العربي ليس أغلى من الدم العربي».
وجب الذكر ان حظر النفط على أمريكا وأوروبا، تم استخدامه كسلاح هام في وقت الحرب، حيث انه في 15 أكتوبر، أعلنت كل من السعودية، والإمارات، والعراق، والجزائر، والكويت، وقطر باتفاق موّحد بعد اجتماع بينهما برفع الأسعار من جانب واحد بنسبة 14 إلى 17% للبرميل الواحد، وإعلان خفض الانتاج، وتسخير الأموال إلى مصر وسوريا في حربهم المستمرة ضد الكيان الصهيوني، حتّى شاه إيران كان من ضمن المشاركين في حظر النفط عن الدول الغربية كدعم للحرب ..
للامانة كان سلاح النفط هذا هو من لفت أنظار العالم من صحافة وإعلام وسياسيّين إلى الحرب القائمة، والضغط على امريكا واسرائيل.
244122230 406663177733036 6935600855760183399 n - بوابة الوعي الإلكترونية
بعد مرور 48 عاماً على الانتصار في الحرب، لا تزال حرب أكتوبر المجيدة تحمل رصيداً وافراً من نماذج البطولة والتضحيات التي قدَّمها رجال القوات المسلحة، من أجل تحرير أراضي سيناء من مُغتصبيها، ومن بين تلك النماذج بطولة جسّدها رجال الكتيبة 23 صاعقة من العمليات الخاصّة، في سد أنابيب النابلم الإسرائيليّة أقوى دفاع شرس، لتكون أحد العوامل الرئيسيّة في نجاح خطة عبور قناة السويس قبل ساعات قليلة من بدء الحرب.
إنّ اكتشاف وجود النابلم بدأ أثناء حرب الاستنزاف إبان قيام القوات بعمليات نوعية، حيث اكتشفوا وجود حريق هائل على سطح مياه القناة، وعلمت القوات المَصريّة أن إسرائيل حدّدت 31 نقطة محورية تقريباً على طول القناة، وقامت بوضع داخلها صهاريج تحمل نحو 900 لتر نابلم، وهي مادة استخدمت في الحروب العالمية الاولى والثانية، وحرب فيتنام، واستخدمتها إسرائيل في حرب 1967، وبدأت في إعدادها وتطويرها لمنع القوات المصرية في حالة العبور.
قامت اسرائيل بمدّ مواسير النابالم داخل الساتر الترابي وصولاً إلى داخل القناة بمسافة تصل إلى 40 سنتيمتر داخل المياه، وبجوار كل صهريج كان يوجد جندي إسرائيلي مُكلّف بفتح النابلم في المياه من وحدة تحكُّم ليتم ضخّ المادة لتغطي كامل سطح المياه، بحيث أنّه في حالة وصول طلقة نارية واحدة إلى سطح القناة تشعلها بدرجة حرارة تصل إلى 700 درجة مئوية، ما قد يسبب إجهاض الهجوم بالكامل.
أنّ عبقرية الأجهزة المصرية المخابراتية في الوصول إلى خريطة كاملة بمواقع وتمركز مواسير وفتحات النابلم بطول الجبهة قبل الحرب بفترة كبيرة، هو إنجاز عظيم، لتتم دراسة هذه الخريطة بواسطة إدارة التخطيط، ومن ثم وضع آلية للتعامل معها، وبقيَ فقط التخطيط للوصول إلى أنسب وسيلة لمنع إطلاق المادة الحارقة التي كان يصفها الإسرائيليون بالسلاح السري.
وردت فكرة مُبتكرة آنذاك لأحد ضباط القوات المسلحة تعتمد على إرسال فريق من الضفادع البشرية يحملون مادة يتطلّب أن تكون مقاومة للماء، بحيث يتم استخدامها في سد الفتحات، وتوصّلت جهود الضُبّاط إلى اختراع مادة تتجمّد في الماء، وتم عرض الفكرة على القادة العليا وعلى الرئيس السادات فأقرّها، وأمر بتصنيعها سراً.
بعد منتصف ليل يوم 5 أكتوبر انطلق 31 مقاتلًا من القوات البحريّة ومجموعة من القوات الخاصة غوصاً في مياه قناة السويس نحو الضفة الشرقية حاملين معداتهم نحو منابع النابالم الإسرائيلية، وقامت الوحدات الخاصة من القوات البحريّة المصريّة بالغطس تحت سطح مياه قناة السويس لمسافة تصل 15 متراً، للبحث عن الفتحات وتعطيلها.
وخلال ساعات قليلة نجح المُقاتلون المصريّون في سدّ فتحات المواسير وقطع الإمداد قبل عبور القوات المصريّة بساعات، وسط غفلة من الجانب الإسرائيلي، حتى عادوا إلى قواعدهم بسلام، ليستكملوا باقي مهامهم في مشاركة زملائهم من القوات في تنفيذ مهام قتالية بعد ساعة العبور، ولم تفلح جهود العدو في إشعال حريق واحد طوال فترة العبور، بسبب جهود الأبطال المشاركين في تلك العملية التي كانت عاملاً رئيسيّاً وأساسيّاً للنصر بلا شكّ، وهو مما أفزع القيادة الإسرائيلية لاعتبارهم أن خط بارليف وأسراره الدفاعية المنيعة قادره على صد أي هجوم، ولكن الجيش المصري كان له رأياً آخر في ذلك.
243527895 406533607745993 4196876763017333578 n - بوابة الوعي الإلكترونية
Capture - بوابة الوعي الإلكترونية

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.