كيف يختارون أسماء الفائزين بجائزة نوبل ؟

6 يونيو 20201200 مشاهدةآخر تحديث :

 

كان الفرد برنهارد نوبل رجلاً خجولاً ومنعزلاً عن الناس يهوى الشعر الإنجليزي والمتفجرات ، وحتى بعد أن تسبب بقتل اخيه الأصغر وأربعة أشخاص آخرين أثناء إجراء إحدى تجاربه على مادة النيتروجلسرين ، فقد ظل ألفرد مصراً على عمله إلى أن اخترع الديناميت والكبسولة المتفجرة ، ولاحقاً الجيلاتين المتفجر ومتفجرات اخرى تفوقه ضرراً .

وقد يبدو للمراقب أن مثل هكذا مهنة لا علاقة لها من قريب أو بعيد بموضوع السلام إلا أن نوبل – على ما يظهر – كان يأمل بأن يأدي عمله هذا إلى انهاء كافة الحروب .

ولما كان نوبل غير موافق على ترك  أيا ورثة لأقاربه تشمل الملايين التي جباها من اختراعاته بالإضافة إلى ما كانت تدر لعيه أبار النفط خاصته في روسيا ؛ فقد عمد إلى إنشاء ما عرف لاحقاً بجائزة نوبل .

وفي وصيته التي وقع عليها في العام 1895م عبر نوبل عن أمنيته في أن تُمنح جوائزه إلى ( أولئك الأشخاص الذين ساهموا أكثر من غيرهم في العمل على خير الإنسانية طوال السنة التي تسبق موعد تسليم الجوائز ) .

واليوم هناك ما يُعرف ( مؤسسة نوبل ) ، ومركزها ستوكهولم يديرها ستة أعضاء إضافة إلى رئيس المؤسسة تعنهم الحكومة السويدية ، وتشرف هذه المؤسسة على عملية استثمار أموال نوبل التي تمنح المؤسسة من خلال فوائدها جوائز نوبل .

وهكذا كل سنة – من أول تشرين / أول اكتوبر إلى 15 تشرين الثاني / نوفمبر – تجتمع المؤسسات الأربع المعنية بمنح الجوائز لتقرر أسماء الأشخاص الذين ساهموا أكثر من غيرهم في مجالات الفيزياء والكيمياء والطب والأدب والسلام .

هذا وقد اقيمت جائزة خاصة بالاقتصاد في العام 1968م وتمنح الأكاديمية السويدية الملكية للعلوم الجوائز الخاصة بفروع الفيزياء والكمياء والاقتصاد فيما يقوم الأطباء والأساتذة في مستشفى السويد الأكثر شهرة وهو مؤسسة كارولين بإنتقاء المرشحين لجائزة الطب .

أما جائزة الأدب فيتولى تقديمها 18 كاتباً لدى الاكاديمية السويدية ، وتبقى جائزة السلام وهذه يتولى دراسة أسماء مرشيحها 5 أشخاص معروفين من النرويج ، البلد المجاور للسويد ويعينهم البرلمان النرويجي في أوسلو ( ويعود هذا الترتيب الأخير إلى رغبة نوبل نفسه بإشراك جيرانه النرويجيين ) وبالإضافة إلى ذلك تقوم خمس مؤسسات بجائزة نوبل تضم كلا منها 3 – 5 أعضاء بإختيار الخبراء للنصح في عملية اتخاذ القرارات وكذلك تجري أربع مؤسسات اضافية تنتقيها المؤسسات المانحة للجوائز بحثاً حول ميادين متعلقة بجوائز نوبل .

ومع أن الجوائز تمنح بإستمرار إلى الأشخاص الذين يستحقونها في كل حقل من حقول العلم إلا أن السياسة والتحيزات تظهر دائما في الصورة ، فالسويدييون على سبيل المثال يميلون إلى دعم الألمان في مجال العلوم وينظرون شذراً إلى الأمريكيين في مجال الأدب ويغضون النظر عن منح جوائز للسوفييت في العلوم والأداب .

ويتيح مقال يظهر كل عام تحت عنوان ( خلف الجوائز ) في الـ “نوبل شيفتيلسنس كالندر ” التي تنشرها المؤسسة سنوياً ، القاء نظرة على اسلوب العمل الاكاديميات المختصة بالجائزة وكذلك على طرق عملها الغير موضوعية أحياناً .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.