حضارة الإمبراطورية الرومانية البيزنطية قبل البعثة المحمدية وديانتها

5 يونيو 20201015 مشاهدةآخر تحديث :

كانت الإمبراطورية الرومانية الشرقية تعرف بالامبراطورية البيزنطية ، فكانت تحكم دول اليونان والبلقان وآسيا وسوريا وفلسطين وحوض البحر الأبيض المتوسط بأسره ، ومصر وكل إفريقيا الشمالية ، وكانت عاصمتها القسطنطينية ، وكانت دولة ظالمة مارست الظلم والجور والتعسف على الشعوب التي حكمتها ، وضاعفت عليها الضرائب ، وكثرت الاضطرابات والثورات ، وكانت حياتهم العامة قائمة على كل أنواع اللهو واللعب والطرب والترف .

أما مصر فكانت عرضة للاضطهاد للديني والإستبداد السياسي وإتخذها البيزنطيون شاة حلوباً يحسنون حلبها ويسيئون علفها .

وأما سوريا فقد كثرت فيهم المظالم والرقيق ، ولا يعتمدون في قيادة الشعب إلا على القوة والقهر الشديد ، وكان الحكم حكم الغرباء الذي لا يشعر بأي عطف على الشعب المحكوم ، وكثيراً ما كانوا السوريون يبيعون أبنائهم ليوفروا ماكناو عليهم من ديون .

كان المجتمع الروماني مليئاً بالتناقض والاضطرابات وقد جاء تصويره في كتاب ( الحضارة ماضيها وحاضرها ) كالآتي :

” كان هناك تناقض هائل في الحياة الإجتماعية للبيزنطيين ، فقد رُسخت النزعة في أذهانهم وعمت الرهبانية وشاعت في طول البلاد وعرضها ، وأصبح الرجل العادي في البلاد يتدخل في الأبحاث الدينية العميقة والجدل البيزنطي ويتشاغل بها كما طبعت الحياة العادية العامة بطابع المذهب الباطني ، ولكن نرى هؤلاء – في جانب آخر – حريصين اشد الحرص على كل نوع من أنواع اللهو واللعب والطرب والترف ، فقد كانت هناك ميادين رياضية واسعة تتسع لجلوس 80 ألف شخص ، يتفرجون فيها على مصارعات بين الرجال والرجال أحياناً ، وبين الرجال والسباع أحياناً أخرى ، وكانوا يقسمون الجماهير في لونين : لون أزرق ولون أخضر ، لقد كانوا يحبون الجمال ويعشقون العنف والهمجية وكانت ألعابهم دموية ضارية أكثر الأحيان ، وكانت عقوبتهم فظيعة تقشعر منها الجلود ، وكانت حياة سادتهم وكبارهم عبارة عن المجون والترف والمؤامرات والمجاملات الزائدة والقبائح والعادات السيئة ”

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.