ما هي مسيرة الاعلام:
ما يسمى ب ( مسيرة الاعلام ) هي احتفالات يقوم بها الصهاينة تزامنا مع ذكرى اغتصابهم لأجزاء كبيرة لمدينة القدس العربية وإرهاب سكانها الاصليين من الفلسطينيين وتهجيرهم وسرقة أراضيهم وذلك أعقاب حرب يونيو 1967م.
يعمل الصهاينة في هذه المسيرة على محاولات استفزاز المسلمين في القدس وحول الاقصى المبارك، حيث يتوافد الصهاينة المحتلون على القدسويسيرون في شوارعها رافعين الأعلام الصهيونية ومكبرات الصوت وهم يرقصون وينشدون الاغاني الاستفزازية ضد العرب والفلسطينيين إلى أن تنتهي هذه المسيرة الاستفزازية بحائط البراق بالمسجد الاقصى المبارك.
فيديو يبين كره وحقد الصهاينة للعرب والفلسطينيين على وجه الخصوص، “شتائم للنبي محمد عليه افضل الصلوات .. الموت للعرب .. العربي مكانه القبر” ، استفزاز وشتائم وتحريض، هكذا كانت مسيرة الأعلام للمستوطنين بمدينة القدس يوم 15 يونيو 2021.
تأمين المسيرة :
وحول مسار المسيرة وتفاصيلها، قالت شرطة الاحتلال:
“سيتجمع المشاركون ويقدر عددهم بالآلاف أو قد يصلون إلى عشرات الآلاف.. لا أحد يعلم.
– الانطلاق من مبنى وزارة “المعارف”، ثم يصلون باب العامود للرقص بالأعلام، لن يدخلوا إلى البلدة القديمة من باب العامود، بل سيتوجهون إلى باب الخليل، ومن باب الخليل إلى حائط البراق.
– متوقع إغلاق طرقات في محيط باب العامود، وإجبار التجار على إغلاق محالهم التجارية قبل المسيرة بساعتين على الأقل”.
وبالرغم من “الغضب العارم” لدى الفصائل الفلسطينية، انطلقت مسيرة الأعلام الإسرائيلية في القدس، للقوميين اليهود المتطرفين، في خطوة تخاطر بتأجيج التوتر مع الفلسطينيين.
أرادت حكومة «نفتالى بينت» في أول اختباراتها أن تثبت أنها أكثر يمينية وتشددا من حكومة «بنيامين نتنياهو»، التى ازيحت بفارق صوت واحد فى الكنيست بعد اثنتى عشرة سنة متصلة فى السلطة.
قواعد السياسة الإسرائيلية وخياراتها تراوح نفس العبارات والمواقف باستثناء إزاحة «نتنياهو» بداعي كراهيته والضجر منه لا الاختلاف مع مواقفه.
هكذا سمحت حكومة «بينت» بـ«مسيرة الأعلام»، ووفرت الحماية بألفي وخمسمائة جندى، بمعدل جندى لكل اثنين من المستوطنين المتظاهرين، أخلت ساحة باب العمود عند المسجد الأقصى بالقوة من الفلسطينيين، اعتقلت واعتدت على أية تجمعات رفعت الأعلام الفلسطينية، وقمعت تظاهرات أخرى فى مناطق عديدة بالضفة الغربية.
كان ما جرى فى باب العمود من عنف وقمع تعبيرا عن ضعف لا قوة في بنية الحكومة، بالغة التناقض فى تكوينها والمرشحة موضوعيا للتفكك وعدم البقاء طويلا.
كانت الغارات الجوية على مواقع للمقاومة فى غزة وخان يونس فجر اليوم التالى لـ«مسيرة الأعلام» تعبيرا آخر عن طلب «الضعيف» إثبات أنه «قوى» باسم الرد على البالونات الحارقة، التى أطلقت من غزة وتسببت فى حرائق ببعض مزارع المستوطنات المحيطة.
الاستخدام غير المتناسب للقوة تعبير سياسى مباشر عن قدر الارتباك فى بنية صنع القرار الإسرائيلى.
دون أن تطلق قذيفة واحدة من غزة أغلق مطار «بن جوريون» مجددا أمام رحلات الطيران، وأعلنت التعبئة فى منظومة القبة الحديدية.
المشهد كله بصوره ورسائله يكاد يعلن عن جولة جديدة تقترب فى المواجهات السياسية والعسكرية داخل الأراضى الفلسطينية المحتلة.
رغم وصلات الرقص فى «مسيرة الأعلام»، إلا أنها بدت هزيلة بأعدادها ومشاهدها رغم التعبئة الواسعة فى أوساط المستوطنين، كما بدت تجمعا لصبية دون سن العشرين.
تلخص صورة واحدة الشعور الكامن بالضعف فى بنية المسيرة.
عندما بدأت عدة فتيات فلسطينيات تمكن من التمركز خلف كاميرات الفضائيات التى تنقل الحدث، فى الهتاف «الله أكبر»، «القدس عربية»، «بره بره.. يا مستوطن بره بره» أفلت العيار بالكامل.
جرت اعتداءات دون تمييز، أو تدخل من الأمن الإسرائيلى، نالت من مراسلى الوكالات الدولية.
كادت «مسيرة الأعلام» أن تتماهى مع الأوهام السياسية، لا القدس قابلة للمساومة أو التنازل، والصراع ممتد إلى المستقبل، لا نحن ضعفاء ولا هم أقوياء.