نظراً للعناية الفائقة التي يبديها الناس اليوم للحفاظ على اجسامهم وشبابهم، فإن كثيرين اليوم يلجأون إلى الجراحة التجميلية من اجل شد وجوههم المتهدلة. ومع أن مثل هذه العمليات التجميلية بدأت تعرف في أوروبا والولايات المتحدة عند بداية هذا القرن، إلا أنها ظلت موسومة بالسرية نظراً لما يواجه الماضون بها من انتقادات من قبل المجتمع، واليوم، تعتبر هذه الجراحة الصرعية والمعقدة فناً من الفنون، نظراً لأنها لم تعد مجرد عملية إزالة التجاعيد فحسب، بل عملية إعادة الوجه إلى صباء من دون تغيير ملامحه اثناء الجراحة، وباختصار، فإن هذه العملية، التي تعرف بالخزع الغضون،، تتم كالتالي : يبدأ الجراح أولا بشق اللحم، ورفع لحم الوجه والعنق، ثم شد هذه اللحم، وإزالة الزائد منه، ثم تقطيب الجروح.
وتتطلب جراحة شد الوجه أن يمكث المريض الخاضع لها لمدة ثلاثة أو أربعة أيام في المستشفى، وأن يكون بحوزته ما لا يقل عن بضعة الآف من الدولارات الموضوعة جانياً لدفع تكاليف الجراحة. وربما بسبب الاختلاف اللامتناهي للوجوه، فإنه ليس من وسيلة واحدة معتمدة لإجراء الجراحة، ويخضع المريض للتخدير الموضعي أو الكامل قبل الخضوع للعملية ، التي تمتد لما بين الساعتين والنصف والأربع ساعات .
ويشق الجراح الجلد عند منطقة الصدغ، في الناحية المملوءة بالشعر، حيث يمكن اخفاء الشق فيما بعد.
ويمتد الشق إلى نقطة اتصال الإذن، ويستمر قليلاً إلى الناحية الأمامية منها، قبل أن يلتف حول اللحمية ويعود إلى خلف الأذن. ويمضي الشق بعد ذلك إلى نقطة حليقة الشعر عند قفا الرقية. وهذه النقطة يختلف تحديد مكانها بحسب أسلوب تصفيف الشعر الذي يعتمده المريض . (اذ يستعمل الشعر لتغطية الندوب التي تنتج عن العملية). وهنا تبدأ العملية المهولة بدقتها، والتي تتطلب فصل جلدة الوجه عن الذهن والعضلات الموجودة تحتها، من دون مس الأعصاب وشرايين الدم. وعلى الجراح أن يغوص من منطقة الشعر إلى عمق معين لا يؤدي بصيلات الشعر، ويشكل عام فإن هذه الجراحة تهدف إلى شد الخدين والرقية، إلا أن مدى الشقوق المستحدثة يعتمد أيضاً على مساحة الجلد المجعد وكمية الشد المطلوبة.
ومن اجل «شد» الوجه فعلياً، فإن الجراح يلجا إلى دفع الجلد المرتخي إلى فوق وإلى الخلف، بحيث يخفف من آثار التقدم بالعمر التي يرغب المريض إزالتها، ويولي الطبيبه الجراح عناية خاصة بحيث لا يعتمد إلى شد الوجه بقوة أو تقطيع كميات كبيرة من الجلد ، ما قد يؤدي إلى تشويه المريض واعطائه ملامح جامدة وواجمة تلازمه على العمر. ويفصل الجراح الجلد بحيث يغلف الوجه تماماً، ثم يجري بعض القطب الشبيهة بالمرساة وراء الإذن وفوقها، ثم يقطع اللحم الزائد. وبعد ذلك يخيط الشقوق وينتقل إلى الجهة الثانية من الوجه، ولما كان الطبيب الجراح يعمل على كل ناحية من الوجه بحدة، فإن ذلك يسهل له اضفاء السمات نفسها على طرفي الوجه قدر الإمكان، وهو العامل الأهم في تلك العملية من دون شك.
وإذا اراد المريض أن يتخلص من بعض اللحم الزائد في المنطقة الواقعة تحت الذقن، فإن الجراح يجري شقاً افقياً تحت الذقن ويقطع اللحم الزائد والدهن .
وبعد عملية شد الوجه هذه، يلف وجه المريض تماماً بالرباطات الطبية التي تمنع التسيل والنزف . ولا تنتزع هذه الرباطات إلا بعد مضي فترة من الوقت، تتراوح بين 24 ـ 48 ساعة .