كيف تجري عملية الإخصاب الاصطناعي

19 يونيو 2020836 مشاهدةآخر تحديث : الجمعة 19 يونيو 2020 - 8:09 مساءً
Loubna Ahmed
الوعي العلمي

artificial insemination 900x438 1 - بوابة الوعي الإلكترونية

 

نالت عملية الإخصاب الاصطناعي شعبيتها لدى أوساط مربي المواشي لأكثر من خمسين سنة، ذلك لأن بإمكان ثور ثمين أن ينجب ثورا صغيرا مرشحا لأن ينال جائزة الخمسين ألف دولار بسنة واحدة. ومع أن هذا الهدف من عملية الاخصاب الاصطناعي للمواشي ليس من أهداف البشر، إلا أن هذه العملية استخدمت تكرارا في عالم الإنسان منذ العام 1953 لأهداف متنوعة. وجاءت إمكانية تخزين ماء الحياة لأجل غير مسمى دافعا لدى الرجال لكي يحفظوا هذه المادة قبل قطع القناة الدافقة لديهم، مثلا، أو قبل التعرض لإشعاعات محتملة. وبإمكان الرجال الذين يشكون من قلة عدد الحيوانات المنوية في سائلهم المنوي (أقل من 20 مليون في السنتيميتر المربع) أن يخرجوا هذا السائل على دفعات قبل أن يتولى الأطباء جمعه وتخزينه. وبهذا يكون باستطاعة المرأة التي يكون زوجها متقدما في السن، أو متوفيا حتى، أن تحبل عن طريق عملية الإخصاب الاصطناعي. وطبعا فإن بإمكان الزوجات اللواتي يشكو أزواجهن من العقم الدائم أن يحبلن عن طريق الاخصاب ولكن بماء رجل اخر.

ويعتقد بعض الأطباء أن السائل المنوي لحظة خروجه من جسم الرجل عبر القضيب يكون أفعل من السائل المجمد، الذي يفقد جزءا من الحيوانات المنوية المتحركة فيه. ويقوم بعملية الاخصاب الصناعي بواسطة السائل المنوي الحديث الخروج أطباء مختصون بالولادة أو بالأمراض النسائية. والعملية بسيطة جدا ويمكن إجراءها في عيادة الطبيب (وهي ببساطة عملية الارضاع). وترتكز هذه العملية على إدخال السائل المنوي في عنق رحم المرأة ثلاث أو أربع مرات ضمن فترة الإباضة (خروج البويضة من المبيض) الواحدة. والطريقة الممكنة لذلك هي بوضع غشاء يشبه الحجاب الحاجز الذي تضعه المرأة داخل الرحم لمنع السائل المنوي من الوصول إلى المبيض داخل الرحم المملوء بالسائل المنوي. وهناك طريقة ثانية يستخدم فيها الطبيب أداة تشبه الأنبوب الماص، فيسحب بواسطتها كمية من السائل المنوي ثم ينفخها بداخل القناة الرحمية. ويفضل بعض الأطباء النسائيين ربط الأنبوب الماص من أحد أطرافه بإبرة بغرض دفع السائل المنوي داخل الرحم إلا أن العمليتين تتشابهان بالنتائج. وفي بعض الحالات النادرة، كأن تشكو المرأة من صعوبات مزمنة في الاخصاب، يعمد الطبيب إلى ملء الرحم بما يعرف ب (الفرتيلوباك)، والأخير هو عبارة عن طابة من القطن تشبه السدادة يفرقها الطبيب بالسائل المنوي قبل أن يدفعها باتجاه جدار الرحم. ومع أن هذه العملية قد تنجح بعد عملية إخصاب واحدة أو اثنين على الأكثر إلا أنه من الضروري متابعة هذه العملية لأكثر من ثلاث فترات حيض متوالية.

وتواجه عملية تجميد السائل المنوي أخطارا عدة، كتشكل حبيبات بلورية (كريستال) مثلا أو النشفان أو ارتفاع نسبة الملح في السائل. ومفتاح المسألة هنا هو إيجاد الحال الواقي المناسب للحفاظ على السائل. وقد يستعمل لهذا الغرض مادة الغليسيرول الممزوج بالسائل المنوي والمغطسة في النيتروجين السائل بحرارة 196,5 درجة. وقد أظهرت الاكتشافات الحديثة وجود مادة طبيعية وسهلة التوافر بإمكانها أن تساعد على حفظ السائل، وهذه المادة هي: صفار البيض. فإذا ما تم خلط السائل بصفار البيض والغليسيرول الحامض وحجره داخل أمبولات زجاجية أو أكياس بلاستيكية، ثم تجميده بواسطة النيتروجين السائل، فإن بإمكان الحصول على النتيجة نفسها. وفي حال دعت الحاجة إلى استعمال السائل، فما على المحلول إلا أن يوضع في غرفة عادية الحرارة لمدة نصف ساعة. ومن ثم تتم عملية الإخصاب بالوسائل التي وصفناها سابقا. وتظل الفائدة الأكبر لاستعمال السائل المنوي المجلد هي في إمكانية إخصاب المرأة من الزوج نفسه الذي تبرع به قبل عقمه، وذلك بعد سنوات عدة من عقم الزوج.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.