كيف يساعد محدد سرعة نبض القلب الصناعي القلب الضعيف أو المصاب على العمل ؟

2 مارس 2020909 مشاهدةآخر تحديث :
كيف يساعد محدد سرعة نبض القلب الصناعي القلب الضعيف أو المصاب على العمل ؟

إذا كان باستطاعة محددات سرعة نبض القلب أن تصحح سرعة دقات القلب البطيئة ، فذلك يعود بالدرجة الأولى إلى خصائص القلب نفسه المميزة ، فمنذ أن أجرى الطبيب الإيطالي المعروف لويجي غالفاني تجاربه الطبية في القرن الثامن عشر بدأت مدارك الإنسان تتسع حول قدرة العضلة على الاستجابة للصدمات الكهربائية ، وقد صار من المعلوم أن بإمكان شرايين عضلة القلب الليفية ( وهي العضلة الواقعة في وسط القلب ) نقل نبضات من شريان ليفي إلى آخر والاستجابة لها .

 

 

وتعتمد سرعة النبضات المتلقاة – وبالتالي إلى ايقاع القلب – إلى درجة ما على آلية الجهاز ( اللاارداية ) وباستطاعة القلب الصحيح أن ينتج إثارة كافية مصدرها إيقاع عضلة القلب الضمني مما يشكل حافزاً كافياً لها للتقلص ، حتى لو انفصلت عضلة القلب عن الأعصاب ، فإن ذلك لا يعني أن حركة هذه العضلة الفتية سوف تنشل مثل عضلات الهيكل العظمي ، بل على العكس هي ستلازم عملية تقلصها بحسب الايقاع الثابت ، وتتميز بهذه الخاصة عضلتا أذين القلب وبطينه ، ولو أن معدل نبضات العضلة الأولة يظل في الواقع أسرع من نبضات العضلة الثانية ، ولكي يستطيع القلب أن يكون ايقاعه الخاص والحفاظ عليه فإنه يملك محدد سرعته الطبيعي الخاص به ، وهذا المحدد يسمى بالعقدة الجيبية الأذينية.

وتنبض هذه العقدة الموجودة في الأذين الأيمن عند فجوة الوريد الأجوف الأعلى ، بسرعة أكبر من كل عضلات القلب الأخرى ، وفي حال توقفت العقدة الجيبيبة الأذينية عن النبض ، فإن العقدة الأذينية البطينية تستلم مكانها ، وتجعل القلب ينبض بحدود سرعة 50 الى 60 نبضة في الدقيقة بدلاً من 70 – الى 80 نبضة .

وقد تؤذي عدة مشاكل منها توقف القناة الوريدية أو البطينية عن النبض ، أو انسداد العقدة الأذينية البطينية ، أو ظهور أعراض ستوكس – أدامس ( Adam’s Stockes ) الى حدوث خلل في عمل القلب ، إن لجهة قلة النبض أو عدم انتظامه .

باستطاعة الاطباء تصليح هذه المشاكل بواسطة محدد سرعة نبض القلب الصناعي ، اذ يعمد هذا الحدد الى احداث تقلصات بطينية بمجرد نقله لنبضات متكررة ومتزامنة الى القلب من خلال مصدر كهربائي خارجي ، وهناك أنواع مختلفة من المحددات التي تعمل على تصليح عدة أزمات قلبية ، إلا أن هذه الآلة تتشكل مبدئياً من أقطاب وأسلاك ناقلة ومولد للنبض ، وتكون الأقطاب عادة مصنوعة إما من الذهب أو البلاتين لتصلح لعملية نقل النبض ،كما أنها تكون أحادية الأقطاب أو ثنائية ، ولو أن الثانية تعمل أفضل من الأولى .

ولا يحتاج القلب الى فولتاج عال في حال كانت الأقطاب متلامسة مباشرة معه ، بعكس ما اذا كانت غير متصلة بنسيج القلب ، أما الاسلاك الناقلة فهي مصنوعة من الفولاذ الغير قابل للصدأ ، وبالنسبة لمولد النبضات فتكون مهمته السيطرة على معدل النبضات وعددها ، والتي قد تتغير بحسب حاجات القلب ، ففي حال كان القلب ضعيفاً على سبيل المثال ، ولكنه يحتاج الى اثارة كهربائبة من وقت لاخر فإن المحدد يتوقف لدى عمل القلب بشكل جيد حتى لا يتدخل مع هذا العمل .

ويمكن زرع المحدد الصناعي عن طريق شق الصدر أو ادخاله عبر البطين ، وفي الحالة الأولى فإن الطبيب الجراح يعمد الى فتح الصدر في المنطقة الواقعة ما بين الضلع الخامس أو السادس ، ثم يلصق الأقطاب على جدار البطين الايسر الخارجي ، ويخيطها في هذا المكان وبعد ذلك توصل الأقطاب بمولد خارجي أو مزروع في الداخل في المنطقة الامامية للصدر وتحت عظمة الترقوة .

وبعكس الطريقة الأولى فإن الثانية لا تحتاج الى عملية جراحية كبرى ، فبعد التخذير الموضعي يتم ادخال قنطر الوريد الودجي ، والوريد في أسفل الترقوة والوريد أمام المرفق ، ثم وبواسطة أداة فسفورية مساعدة للرؤية يعمل الطبيب الجراح على انزلاق القنطر عبر الوريد حتى الأذين الأيمن ومنه الى البطين الايمن .

وهناك تثبت الأقطاب على جدار البطين وكما في الحالة الأولى يتم الاستعانة بمولد خارجي أو مزروع ، تختلف قوته الكهربائية ما بين (1-10) فولتات ، ويٌأمن اثارة كهربائية كل ثانية وثانيتين.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.