كيف يعمل مصل انتزاع الحقيقة؟

13 يونيو 2021460 مشاهدةآخر تحديث : الأحد 13 يونيو 2021 - 10:01 صباحًا
Loubna Ahmed
الوعي العلمي
كيف يعمل مصل انتزاع الحقيقة؟

 

1 65927 - بوابة الوعي الإلكترونية

في واقع الأمر هذا المصل غير فعال. وعلى الأقل هو ليس مقنعاً كفاية ليكون مقبولا لدى انظمة القضاء كوسيلة معتمدة لانتزاع الحقيقة من الأشخاص الذين لا يرغبون بقولها. وعلى هذا الأساس فإن اغلبية المحاكم لا تقبل المعلومات المستخرجة عن طريق الأدوية التحليلية كدليل قانوني .

ولقد داعبت عبارة «مصل الحقيقة» مخيلة الكثيرين لسنوات خلت. ويبدو أن هذه الوسيلة، مثلها مثل اجهزة كشف الكذب، قد تم التعامل معها بسطحية واضحة. وقد عرفت هذه المادة في العشرينات من هذا القرن، عندما اطلق عالم ادوية التخدير الأميركي ت. س. هاوس مخدراً جديداً اسماه «مصل الحقيقة»، وهو مصنوع اصلاً مادة الـ«سكوبولامين» . وادعى هاوس في ذلك الحين أن بإمكان اختراعه هذا انتزاع الحقيقة من الناس، ارادوا ذلك أم لا، طالما أن هذه الحقيقة لا تصدر عنهم بل عن حسهم اللاواعي . والذي زاد من شعبية هذا الدواء، أنه في تلك الفترة الغير متطورة علمياً، تمت محاكمة عصابة ارتكبت جريمة قتل مؤثرة، فاعترف أفراد العصابة، تحت تأثير السكوبولامين أنهم أصحاب مجزرة الاباما، وأنهم استخدموا الفؤوس كوسيلة للقتل، مما أطلق أسطورة مصل الحقيقة.

وحتى الآن  لم يتم الاعتراف بصحة هذه الاسطورة طبياً. فلا مادة السكوبولامين، ولا ما جاء بعدها من «ادوية الحقيقة»، باعتراف اطباء علم النفس، يمكن الاعتماد عليها أكثر مما يمكن الاعتماد على فعالية الكحول من أجل انتزاع الحقيقة. هذا وقد اظهرت دراسة اجريت في جامعة يال أن «المتهمين الذين لا يريدون الاعتراف تحت ضغط وسائل الاستجواب الماهرة من دون ادوية مخدرة، قد يواصلون موقفهم المتصلب هذا ولو تحت سيطرة هذه الأدوية» . وأضافت الدراسة أن الأشخاص الذين يعانون من مرض المازوشستية الأخلاقية ـ أي أولئك الذين يملكون طاقات تعذيبية قوية لأنفسهم ـ قد يعترفون، وهم تحت تأثير الدواء، بجرائم لم يرتكبوها ابدا. وكذلك فإن الأشخاص المصابين بامراض عصبية قد يخترعون الأكاذيب اثناء الاستجواب، أو أنهم قد يواصلون الكذب قبل وبعد التخدير .

واليوم، هناك عدة أنواع من امصال الحقيقة، وهي مصنوعة من مادة اميتال الصوديوم ، أو بنتوثال الصوديوم، التي يتم حقنها في الأوردة. وتقوم هذه الأدوية بإحباط عمل بعض مهام العقل البشري العليا، مثل امكانية الحساب والمنطق. وبميكانيكية لا تزال مجهولة حتى اليوم، تجعل هذه الأدوية من الإنسان شخصاً ثرثاراً، ومنفتحاً على الكلام، وبنسبة خوف أقل منها في العادة. وقد اكتشف علماء علم النفس أن هذه النزعة المستحدثة لدى الإنسان قد تريحه من بعض العوارض مثل الانغلاق الذهني، أو الخرس، أو الهستيريا . إلا أن هذا التأثير ممكن عن طريق وسيلة أخرى، عبر عنها بلايني الأكبر بقوله : «في الخمر توجد الحقيقة». وبمعنى آخر، فإن الأدوية المتعددة الأنواع هذه الأيام والتي تعرف بمصل الحقيقة، لا تؤدي إلى نتائج افضل من تلك التي يمكن الوصول إليها عبر جرعة مشروب صغيرة .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.