ما هو الشفق، وما علاقته بمواقيت الصلاة؟

2 يوليو 2021661 مشاهدةآخر تحديث :
ما هو الشفق، وما علاقته بمواقيت الصلاة؟

 

يعد الشفق ظاهرة طبيعية تحدث نتيجة انكاس ضوء  الشمس كليا عقب غروبها وعندئذ يعرف بشفق الغروب، أو قبل شروقها ويعرف بشفق الشروق. والمعروف أن الشفق ينعـدم تماما عندما تكون الشمس تحت الأفق بزاوية قدرها 18 درجة تقريبا، وفي المقابل تطول مـدة بقائه كلما ارتفعنا إلى خطوط العرض العليا. ويظهر الشـفق المسائي في أول الأمـر بلـون أصفر، ثم لا يلبث أن يتغير بزيادة انخفاض الشمس تحت الأفق ليتحول إلى اللون الضارب للحمرة، وعندما يلفظ الضوء أنفاسه الأخيرة مع بدء الليل ينتهي باللون الأبيض، بينما نجد ان الشفق الصباحي يبدأ في أول الأمـر قبيـل الشـروق بـاللون الأبيض، ومـا أن يأخـذ في الانتشار حتى يتحول تدريجيا إلى اللون الأصفر، وأخيرا وقبيل بزوغ الشمس ينتهي بـاللون الأحمر.

والشفق من الظواهر الطبيعية اليومية المتصلة ببعض العبادات منها صلاة المغرب والعشاء، فصلاة المغرب تجب عقب غروب الشمس أي بظهور الشفق، ويميز الفقهاء بين نوعين مـن الشفق: الأول منهما يتميز بالبياض والثاني يتميز بالاحمرار. وتمتد فترة المغرب حتـى يغيـب الشفق بنوعيه، وبذلك تبدأ فترة حلول صلاة العشاء، وفي الصباح يظهـر أولا عمـود رفيـع طويل من النور يتفاوت ميله على الأفق بـاختلاف عـرض المكـان، ويطلـق عليـه: الصـبح الكلاب أو الفجر الكلاب، أو يطلق عليه بحسب شكله: ذنـب السرحان، وكـذلك ذنـب الكلب أو الغزال. ويعقب ذلك ظهور الصبح الصادق الذي يبدو أول ما يبدو ضوءا أبيض خافتا ينتشر تدريجيا في صورة نصف دائرة على امتداد الأفق، وهو يحدد بدء الوقت الذي تحل فيه صلاة الصبح، ثم يتلوه ظهور الفجر الأحمر.

وتتكـر هـذه الظـواهر نفسها في المساء، ولكن بترتيب معكوس. وقد اهـتم علمـاء الفلـك المسلمون بظاهرة الشـفق لارتباطهـا بالعبادات. وكان كثير منهم مؤقتين بالمساجد الكبرى، ويذكر علماء الفلـك أنـنا لا نشـاهـد ذنب السرحان في المساء بقدر ما نشاهده في الصباح، لأن النـاس يثوبـون في المسـاء طلبـا للراحة، أما في الصباح فهم ينهضون إلى العمل وتتاح لهم فرصـة مـشـاهدته. وقـد ورد ذكـر  الشفق في قصائد فارسية شتى.

صورة لشفق الشروق

صورة لشفق الغروب

 

بين كثير من الفلكيين المسلمين مبلغ اعتماد انحطاط الشـمس الـذي يقترن بتجلـي هـذه الظاهرة على الحالات الجوية السائدة كالضباب وغيره، مثـل وجـود ضـوء القمـر، أو حـلة البصر. ومن ثم ذكر علماء مختلفون قيما متباينة لانحطاط شـفـق الشمس تتراوح بين 16 درجة و 20 درجة ويقول سبط المارديني:

إن الرأي الذي كان غالبا في أيامه أن الشفق يظهر عند 17 درجة، وشفق الصبح يظهر عنـد 19 درجة،  وجعلهما المراكشي يساويان 16 درجة، و20 درجة، وهو يقول إن الفجر يبقى مدة أطول من الشفق، وإن الوقت الذي يمضي بين شروق الشمس وغروبها، أي بين الفترتين اللتين يبلغ فيهما انحدار 18 درجة مثلا، يتوقف على ميل الشمس في مسارها على الأفق وقد اهتم م العلماء المسلمون اهتماما بالغا بحساب اليوم الذي يقترن فيـه الفجـر بالشـفق، وربطوا بين خطوط الطول والعرض للإقليم وبين ظاهرة الشفق، ويحـدث ذلـك في البلاد الواقعة على خط عرض 48 درجة مثلا عندما تكون الشمس في أول السرطان، وصحة الشفق والفجر هي أوتار فلك البروج بين الأفق الشرقي أو الغربي وبين الشفق أو الفجر وممن اهتموا بظاهرة الشفق العالم ابن يونس. وقطب الـدين الشيرازي الـذي ذهـب هـو وغيره -في تفسير الظواهر المتغيرة التي تصلحب الفجر – إلى القول بأن الأرض محاطة بكرة من الأبخرة تحتوي على أجزاء أرضية وأخرى مائية تزداد كثافتها في الطبقات السفلى، وتقـل في الطبقات العليا، وحول سحابة الأبخرة هذه كرة من الهواء النقي. وتلقـى أشـعـة الشـمس للأرض على هاتين الكرتين، في حين تعكس الأجـزاء الموجـودة خـارج نطـاق الظـل ضـوء الشمس فتبدو منيرة، وهذه الأجزاء هي التي ترصد بدقة يتفاوت مقدارها.

ويحسب علماء الفلك المسلمون طول فترة الشفق في مكان ما على سطح الكـرة الأرضية بطريقتين: الطريقة الأولى نحسب طول فترة الشفق بطرح وقت المغـرب مـن وقـت العشـاء والباقي هو طول فترة الشفق، ويلزم ذلك أيضا معرفة وقت الظهر. والطريقة الثانيـة نـقـوم فيها بحساب طول فترة الشفق بدلالة نصف النهار، وذلك بطرح نصـف النهـار مـن طـول الفترة الواقعة بين الاستواء في الظهر وغيـاب الشـفق في العشـاء فـالبـاقـي هـو طـول فـترة الشفق.

وهناك نوعان آخران من الشفق عرفناهما في العصر الحديث همـا: الشـفـق الجنـوبي وهـو ظاهرة ضوئية ترى في أقصى نصف الكرة الجنوبي، ونظيرهـا الشـفـق الشمالي ويـرى في أقصى نصف الكرة الشمالي، وأغلب ما تشاهد هذه الظاهرة عند خطوط العرض التي تقع أقصى خط عرض 65 درجة جنوبا أو شمالا.

والشفق الشمالي ظاهرة ضوئية ترى في صفحة السماء في أثناء الليل، ويحدث هذا الشفق مـن تفريـغ كهربـائي. وعنـدمـا يـرى الشـفق في منطقة جنوبية فإنه يمتد حتى الجزر البريطانية، ويكون مصحوبا بعاصفة مغناطيسية، فإذا ظهر الشفق أكثر إمعانا نحو الشمال، لم يصحبه شيء من ذلك. وقد يتخذ الشفق صورا متباينـة أخصها صورة قوس من الضوء السائد، ويظل مرئيا بغير أن ينتابه أي تغـير لـعـدة سـاعات. أما القوس ذو الشعاعات، فيكون منيرا دائم التشكل.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.